حبّك كمقهى صغير
يشبه الحب مقهى صغير يستقر في شارع الغرباء،
حيث يرحب بالجميع عند فتح أبوابه.
هو مكان تتزايد فيه الزوار وتتناقص حسب الطقس.
إذا ما هطلت الأمطار، تزداد أعداد رواده،
أما في الأوقات المعتدلة، فإنهم يتقلصون ويفقدون الاهتمام.
ها أنا هنا، أيتها الغريبة، أستقر في ركن من المقهى،
ما لون عينيكِ؟ وما اسمك؟ كيف أستطيع مناداكِ عندما تَمرين بجواري؟
وأنا هنا في انتظاركِ.
الحب هو ذلك المقهى الصغير، أطلب كأس نبيذي،
وأرفع نخبك ونخب نفسي. أحمل قبعتين ومظلة،
لأن المطر يتساقط بغزارة أكثر من أي يوم مضى، لكنك لا تدخلي.
أخبر نفسي في النهاية: ربما التي انتظرتني،
أو ربما انتظرت رجلاً آخر، انتظرتنا دون أن تتعرف علينا،
وكانت تقول: أنا هنا في انتظارك،
ما لون عينيكَ؟ أي نبيذ تحب؟
وما اسمكَ؟ كيف أستطيع مناداك عندما تمُر أمامي؟
أريد أن أبدأ فقط
لا أريد من الحب سوى البداية، كما ترفرف الحمامات
فوق ساحة غرناطة تحت ضوء النهار.
يوجد في الجرار الكثير من الخمر للاحتفاء بعودتنا،
وفي الأغاني نوافذ تكفي لتنفجر الجلنار.
أترك الفل في المزهرية، وأترك قلبي الصغير
في خزانة أمي، وأترك حلمي في الماء وهو يضحك.
أترك الفجر في عسل التين، وأترك أيامي وأمسياتي
في الممر المؤدي إلى ساحة البرتقال حيث يطير الحمام.
هل أنا من نزلت إلى قدميك ليعلو الكلام،
قمراً في حليب لياليك البيضاء؟ دقّي الهواء
لأرى شارع الناي أزرق، دقّي المساء
لأرى كيف يمرض بيني وبينك هذا الرخام.
النوافذ خالية من بساتين شالك.
في زمن مضى، كنت أعرف عنك الكثير، وأقطف الغاردينيا
من أصابعك العشر. في زمن مضى، كان لدي لؤلؤ حول جيدكِ،
واسمٌ على خاتم أشعّ منه الظلام.
لا أريد من الحب إلا البداية، وقد طار الحمام
فوق سقف السماء الأخيرة. ستحيا الكثير من الخمر
من بعدنا في الجرار، وقليل من الأرض يكفي لنلتقي،
ويحل السلام.
لقد عذبتني يا حب لبنى
لقد عذبتني، يا حب لبنى،
فقد سقطت بين الموت أو الحياة.
الموت أرحم من حياة
مليئة بالتباعد والتشتت.
قال الأصدقاء الأقربون: تجرّدي منها،
فقلت لهم: لقد حان وقت وفاتي.
يا هند، لقد لامني اللائم في الحب
لقد اتهمني اللائم، يا هند، في الحب،
محبّ إذا عدّ الأصحاب حبيب.
ليس هو من يتجسس على قلوب العاشقين،
ولا هو في شريعة الغرام مثير للريبة.
وصفت له من تكونين، فدارت بيننا
أحاديث غريبة تهم العاشقين.
وقلت له: انتظر، فكل أخ يحب
سوف يتوب على يد من يهواه.
يا حب، امتزج بالحشا
يا حب، امتزج بحشاي،
ففي الحب حياة للنفس،
واستل حياة من يمين الردى
فإني قد تعرضت لظلام الرماة.
المستحيل
أموت شوقاً،
أموت احتراقاً،
أموت شنقاً،
أموت ذبحاً.
لكن لم أقل:
مضى حبنا وانقضى،
حبنا لا يموت.
قلبي في الحب بعيد عن الصياح
قلبي من الحب غير محسوم،
على الرغم من أنه يصرخ
وإن لامني على الجمال،
فإنما محاولتي لم ترحم.
حتى وإن علم قصتي وشأني،
فإنها أضحت موضوعاً للنقاش.
وإن من الحب قد تسلسلت،
في صورة دمعة حين انهلت.
والعود عندي لمن تأمل،
أما الجمال فهو على المثاني.
يا أم سعد، باسم السعود،
عودي،
وبعد حين من السكون،
جودي،
على مليك تحت البندود،
فقال: إني بمن دعاني،
وناظرٌ ناضر المحيا.
أراك من قول إليا،
فأنشدته لمن تهيأ.
واحدٌ هو، يا أمي، من جيراني،
وقد نطق بما كفاها.
وبعدما طال رغبة، أتاها،
بجمالٍ ألقاه.
قالت على الحسن من سِباني.